للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولابد من لفظٍ في الإيمان عند التمكن، وأَمَّا الكفار: {فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا} [غافر: ٨٥]، ولا بُدَّ مع توحيد الرب -جل جلاله- من سَلْبِ ما لا يَليقُ به عنه.

ومن اعتقاد الملائكة: عباد مُكرَمون، {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: ٦].

والكتب المنَزَّلة نؤمن بها ونَعْمَل بها مَا لَمْ يثبت نسخها، والأنبياء والرسل يجب اعتقادهم، وكذا القَدَر ومَن نفاه فأمرُه إلى الله.

ونؤمِنُ بما بعد الموت، ثُم المَحْشَر، ثم الجزاء والحساب، وقد صنَّفَ البيهقي "البعث والنُّشور"، وعبد الحق (١)، وفي كلٍّ مقنع (٢).

* * *


= به "كتب الفلسفة"، ولا حاجة بالمسلم إليه إلَّا ليناضل به عن دينه، أو يعرف غثَّ كلام الناس مِن سَمينه". والله أعلم. وفي الأصل: "إليه" وصوبتُها إلى ما بين يديك.
(١) عبد الحق هو: الإشبيلي الإمام الحافظ (ت: ٥٨١ هـ)، وكتابه هو "العاقبة" ويسمى: "الموت والحشر والنشر" وهو مطبوع، وكتاب البيهقي مشهور مطبوع.
(٢) خاتمة الفوائد في هذا الحديث: الحديث ذُكر فيه الحج، وقد فُرضَ في السنة التاسعة -على الصحيح- والنبي - صلى الله عليه وسلم - حجّ في السنة العاشرة، وقد روى ابن منده -بإسنادٍ صحيح على شرط مسلم- في "الإيمان" (١/ ١٥٤ رقم ١١، ١٢) من حديث عمر: "أن رَجُلًا في آخِرِ عُمْرِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... " الحديث، وآخر عمر النبي - صلى الله عليه وسلم - يحتمل أن يكون بعدَ حَجة الوداع فإنها آخر سفراته، ثم بعدَ قدومه بقليل دون ثلاثةِ أشهر مات - عليه السلام -، وكأنَّهُ إنما جاءَ بعد إنزال جميع الأحكام لتقرير أمور الدين -التي بَلَّغها مُتَفَرِّقةً- في مَجْلِسٍ واحِدٍ، لتنضَبِطَ. انظر: "الفتح" لابن حجر (١/ ١٤٦).

<<  <   >  >>