للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

و"الإيمان" ومُتعلَّقُهُ سِتَّةُ أشياء: الرَّب -جل جلاله-، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقَدَر، ومحلّه كْتب "الفَلْسَفَة"! (١)، ولا حاجةَ بنا إليها (٢) إلَّا لمناظرةٍ أو رَدٍّ.


= (ت: ٥٣٠ هـ) في التحذير منه في "السير" (١٩/ ٤٩٤ - ٤٩٦)، وانظر: ص (٣٢٧ وما بعدها) منه، وقد ذكرتُ شيئًا من مخالفاته في كتابي "إرشاد الحبيب إلى مغالطات عبد الله نجيب" (٢٧، ٢٩ - ٣٧).
ويُغْنِي عن هذين الكتابين كتاب الله عزَّ وجلَّ، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وفي كتب "السنة" أبواب في الحث على الإخلاص والمراقبة، ولابن أبي الدنيا "الإخلاص"، و"محاسبة النفس"، وفي كتب ابن القيم، وابن رجب في هذه الأبواب غُنيَة وكفاية.
(١) أَما كتب الفلسفة فليس فيها إلا الشقاء والعناء، والمسلم لا يأخذ عقيدته منها، وقد حذَّر العلماء منها، ولا بأس أن نذكر بعض أقوالهم ونقتصر على بعض علماء الشافعية؛ لأن المؤلف شافعي: قال الحافظ أبو عمرو بن الصلاح (ت: ٦٤٣ هـ) في "فتاواه" (١/ ٢٠٩ - ٢١٠) [وضمن "الرسائل المنيرية" (٤/ ٣٥)]: "الفلسفة رأسُ السَّفهِ والانحلال، ومَادَّةُ الحيرة والضلال، ومَثارُ الزيغ والزَّندَقة، ومَن تفلسفَ عَمِيت بَصِيرتهُ عن محاسن الشريعة المُطَهَّرة، المؤيدة بالحجج الظاهرة، والبراهين الباهرة، ومَن تلبَّس بها تعليمًا وتعلمًا قَارَنَهُ الخذلان والحرمان، واستحوذ عليه الشيطان".
وقال الحافظ الذهبي -في كلامه على كتب الفلسفة-: "مَا يَنظُرُ فيها مَن يُرْجَى فلاحه، ولا يَركنُ إلى اعتقادها مَن يلوحُ نجاحه، فإن هذا العلم في شِقٍّ وما جاءت به الرسل في شق، وإذا كان الذين قد انتدبوا للرد على الفلاسفة قد حاروا ولحقتهم كسفة، فما الظن بالمردودِ عليهم؟! وما دواء هذه العلومِ وعلمائها والعاملين بها علمًا وعقدًا إلا الحريق والإعدام من الوجود، إذ الدِّينُ مَا زال كامِلًا حتى عُربت هذه الكتب، ونظر فيها المسلمون، فلو أعْدِمت لكان فتحًا مُبينًا" اهـ. "زغل العلم" (٤٤ - ٤٥).
وانظر: "المجموع" للنووي (١/ ٥٢)، و"نقض المنطق"، و"الرد على المنطقيين" لشيخ الإسلام ابن تيمية، و"السير" (١٩/ ٣٢٨ - ٣٢٩)، و"صون المنطق" للسيوطي الشافعي، و"نقد الطالب لزغل المناصب" لابن طولون (١٣٠ - ١٣١)، و"موقف ابن تيمية من آراء الفلاسفة" (١٢٨ - ١٥١) للدكتور صالح الغامدي.
(٢) تنبيه: العبارة يظهر لي أنَّ فيها نقصًا، ولعلها من أوهام النسخة المنقول عنها، فالعبارة في "التعيين" (٧٢) -ومنه استفاد المؤلف- هكذا: " ... والقدر، والعلم بهذه الأشياء الستة هو العلم المسمى بـ "أصول الدين"، فأمَّا ما ضَمَّته إليه متأخرو المتكلمين فموضعه اللائق =

<<  <   >  >>