للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشَّرح:

هذا حَديثٌ عظيم يَتَعلَّقُ بمبتدأ الخَلْق ويهايتهِ، وأحكام القَدَر في المبدأ والمَعَادِ جليلٌ حفيلٌ، ومرجِعُهُ من الكتاب إلى آيات القدر نحو: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ} [الإنسان: ٣]، {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا} [الكهف: ١٧]. ومَرْجِعُهُ مِنَ السُّنَّةِ كحديث "مُحَاجَّه آدم وموسى" (١).

وحديث: "كُلق مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ" (٢).

ثم الكلام عليه وجوه:

أحدها: في التَّعريف بِراوِيهِ وهو: السَّيدُ الجليل أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود الهذلي الكُوفيُّ، أسلَمَ بِمَكَّةَ قديمًا، وهاجَر إلى الحَبَشَة، ثُمَّ إلى المَدينَة، وشَهِدَ بَدْرًا والمَشَاهِدَ كُلَّها، وكانَ كثير الدُّخول عليه، ماتَ بالكوفة، وقيل: بالمدينة بعدَ الثلاثين إمَّا سنة اثنين أو ثلاث (٣).

ثانيا: في ألفاظه ومَعَانيه:

معنى: "حَدَّثَنا" أنشَأَ لَنَا خَبَرًا حادِثًا، وهو أَصل فيما يَسْتَعْمِلُهُ المُحَدِّثون مِن قولهم: "ثنا" مِن لفظ الشيخ، وإِمَّا قراءةً عليه، و"أنبأنا" إجازةً (٤).


(١) رواه البخاري (٤/ ١٥٨ رقم ٣٤٠٩)، ومسلم (٤/ ٢٠٤٢ رقم ٢٦٥٢) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٢) رواه البخاري (٢/ ٩٦ رقم ١٣٦٢، ٤٩٤٥ - ٤٩٤٩، ٦٢١٧، ٦٦٠٥، ٧٥٥٢)، ومسلم (٤/ ٢٠٣٩ رقم ٢٦٧٤) من حديث علي - رضي الله عنه -.
(٣) انظر ترجمته في: "الإعلام" (٢/ ٢١٣ - ٢١٥) للمؤلف، و"تهذيب الكمال" (١٦/ ١٢١)، و"السير" (١/ ٤٦١).
(٤) في هامش الأصل: "أخبرنا" و"حدَّثنا" واحد، وهو الصحيح من حيث اللغة قاله يحيى بن سعيد، وأمَّا "أنبأنا" فأهل الحديث يُطْلِقُونه على الإجازة والمُنَاولة دونَ القِراءة والسَّمَاع. ذَكَرهُ الخطيب في "الفصل للوصل". " ا. هـ.
قلت: انظر: "المقنع" للمؤلف (١/ ٢٩٢ وما بعدها).

<<  <   >  >>