للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومعنى: "سبحانَ الله": نزهته عمَّا لا يليق به، وهو علم على معنى الربوبية.

ومعنى "الملء": أنَّ ثوابهما لو قُدِّر جِسْمًا لملأ ما بين السماء والأرض.

ورواية ابن حِبَّان في "صحيحه" (١): "والتَّسْبيحُ والتَّكْبِيرُ مِلْءُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ". وسببه ما اشْتَمَلتا عليه من التنزيه.

قال المُصَنِّف: "والتفويض إلى الله تعالى" (٢). أي: مِن عموم الحمد؛ إذ يقتضي عموم الحمد على كل حال في السَّراء والضَّراء، وذلك تفويض؛ فإذا حَمِدَ مُسْتَحْضِرًا معناه في قلبه امتلأ ميزانه حسناتٍ، فإنْ أَضافَ إليه التنزيه ازداد، وذَكَر السموات والأرض على العادة.

سادسُها: قوله "والصَّلاةُ نورٌ" أي: باعتبار نهيها عن الفحشاء والمُنْكَر، فتمنع من اقترافها، وتهدِي إلى الصَّواب كما أنَّ النُّور يُستضاءُ به.

أو أنَّ ثوابها يكون نورًا لصاحبها يومَ القيامة.

أو أنها سببٌ في استِنَارةِ القلب؛ فبسببِها تتشرَّق أنوار المعارف وانشراح القلب، وكاشفات الحقائق لفراغ القلب فيها، وإقباله على الله ظاهِرًا وباطِنًا. قال تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة: ٤٥].

ومِنهُ: "وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْني في الصَّلاةِ" (٣).


(١) (٣/ ١٢٤ رقم ٨٤٤).
(٢) قاله في آخر "الأربعين" (٩٦).
وانظر: "شرح صحيح مسلم" تأليفه (٣/ ١٠٣).
(٣) تقدم تخريجه ص (١١١).

<<  <   >  >>