للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أو أنها تكون نورًا ظاهِرًا على وجههِ في الآخرة أو في الدُّنيا بِخِلاف مَن لمْ يُصَلِّ (١): {نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} [التحريم: ٨]، "إِنَّ أمَّتي يُدْعَوْنَ يَوْمَ القِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلينَ مِنْ آثارِ الوضُوءِ" (٢).

ويحتمل الكل، وهو مِنْ بابِ قولهم: زيدٌ أشد؛ إِمَّا مبالغة، ويحتمل أن يكون مِنْ قولهم: رجلٌ عَدْلٌ؛ فإِمَّا أن يكون جعله نفس العدل، أو معناه: ذو عدل، على حذف مضاف، أو عادل.

فعلى الأول: جعل الصلاة نفس النور للمُبَالغة.

وعلى الثاني: ذات النور لصاحِبِها.

وعلى الثالث: مُنِيرةٌ بوجهِهِ إذا فَعَلَهَا بِشُروطِهَا ومُكَمِّلاتها؛ فَتُنَوِّرُ القلبَ بحيث تُشْرِقُ فيه أنوارُ المعارف والمُكَاشَفَات "وَجُعِلت قُرَّةُ عَيْني في الصَّلاة"، وتُنَوِّر بين يَدَيْه ووجهه يوم القيامة؛ فيكون ذا غُرَّةٍ وتَحْجيل، والنور مشاهدٌ في الدُّنيا على وجْهِهِ، لا سيما المتقي بخِلافِ عَكْسِهِ، ورُوي: "مَنْ صَلَّى باللَّيْلِ حَسُنَ وَجْههُ بالنَّهار" (٣).

سابعها: معنى "والصَّدقة برهان" أي: أنها حُجّة لصاحِبها في أداءِ حقِّ


(١) قارن ما تقدَّم بـ "شرح النووي" (٣/ ١٠٣)، و"التعيين" (١٧٦ - ١٧٧).
(٢) رواه البخاري (١/ ٣٩ رقم ١٣٦)، ومسلم (١/ ٢١٦ رقم ٢٤٦) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٣) رواه ابن ماجه (١/ ٤٢٢ رقم ١٣٣٣)، وابن أبي الدنيا في "التهجد" (٤١٩ رقم ٣٨٤)، وابن عدي في "الكامل" (٢/ ٩٩)، والقضاعي في "الشهاب" (١/ ٢٥٢ رقم ٤٠٨ - ٤١٧)، والعقيلي في "الضعفاء" (١/ ١٩٣ - ١٩٤)، وتمام في "فوائده" (٢/ ٨ رقم ٣٩٧)، والمستغفري في "فضائل القرآن" (١/ ٣٨٤ رقم ٤٦٣)، وابن الجوزي في "الموضوعات" (٢/ ٤١٠ رقم ٩٨٤ - ٩٨٩)، والبيهقي في "الشعب" (٤/ ٤٧١) عن جابر - رضي الله عنه -. وهو حديث ضعيف، ولا يصح بوَجهٍ مِن الوُجوه. وقد ضعَّفه ابن عَدِيٍّ، والعُقيلي، وابن الجوزي -ونص على وَضْعِهِ-، والبيهقي وغيرهم. انظر: "فتح المغيث" للسخاوي (٢/ ١٢٣ - ١٢٥).

<<  <   >  >>