(٢) ما ذكره المؤلف من تفسير الظلم، وكونه مستحيلًا في حق الله، لأنه مالك الملك هو قول الأشاعرة والجهمية. والظلم في اللغة والشرع هو: وضعُ الشيء في غير موضعه، والظلم المنزَّه عنه المولى جل جلاله فِعلًا وإرادةً، والذي حرَّمه على نفسه هو ما فسره به سلف الأمة وأئمتها، وهو سبحانه لا يَظْلِمُ مِثقَالَ ذرَّةٍ، ولا يجزي أحدًا إلا بذنبه، ولا يخافُ أحدٌ ظُلمًا ولا هضمًا: لا يُهْضَمُ مِن حسناته، ولا يُظْلَمُ فَيُزَادُ عليه من سيئاته، والله سبحانه قادرٌ على الظلم، وإنما استحقَّ الحمد والثناء؛ لأنه ترك الظلم وهو قادرٌ عليه، والمدح إنما يكون بترك المقدور عليه لا بترك الممتنع، ولذا جاء في الحديث: "من كظمَ غيظًا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق .. " الحديث، أمَّا من كظم غيظًا وهو عاجز عن إنفاذه فلا يُمدَح، وليسَ له نصيب من هذا الحديث -ولله المثل الأعلى-. قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: "اختلفت طرق الناس في حقيقة الظلم الذي تنزَّه عنهُ الرَّبُّ: فقالت الجبرية: هو المُحال الممتنع لذاته كالجمع بين الضِّدَّين، وكون الشيء =