للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مع أنَّ ولد آدم أفضَلُ أنواع المخلوقات حتى الملائكة على مذهب أهل السنة، ونبينا أفضلها فهو إذن أفضل المخلوقات.

وحديث: "لَا تُفَضِّلُوا بينَ الأَنبيَاء" (١) ونحوه أُوِّلَ بأوجهٍ، منها: أنه قاله على وجه التواضع (٢).

وقوله: "المُكَرَّم بالقُرآنِ العَزيزِ، المُعْجِزَةِ المسْتَمِرَّةِ على تَعَاقُبِ السِّنين، وبالسُّنَنِ المسْتَنِيرَةِ للمُسْتَرشِدِينَ". سُمِّيَ القُرْآنُ قُرْانًا لجَمْعِهِ السُّوَر، يقالُ: قرأتُ الشيءَ إذا جمعتهُ.

وقيل: لتأليفه.

ومعجِزتهُ باعتبار لفظهِ، وأنَّهُ آيةٌ معجِزَةٌ، ومِنْ فَضْلِهِ على المُعْجِزَات دوامُهُ وانقِطَاعُهَا، وقِدَمُهُ وحُدُوثها (٣).


(١) رواه البخاري (٤/ ١٥٩ رقم ٣٤١٤، ٤٢١١)، ومسلم (٤/ ١٨٤٣ رقم ٢٣٧٣) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٢) ومنها: أنَّ النَّهيَ عن تَفْضِيلٍ يُؤدِّي إلى تنَقُّص بعضهم، فإن ذلك كفرٌ بلا خلافٍ.
ومنها: أنه - صلى الله عليه وسلم - نَهَى قبلَ أن يعلم أنه خير الخلق، فلمَّا عَلِمَ قال: "أنا سَيِّدُ ولَدِ آدمَ ولا فخر".
ومنها: أنه نَهَى لئلَّا يُؤَدِّي إلى الخصومة كما ثبت في "الصحيح" في سبب ذلك.
انظر: "غاية السول في خصائص الرسول - صلى الله عليه وسلم - " للمؤلف (٢٦٨ - ٢٧٠)، و"دلائل النبوة" للبيهقي (٥/ ٤٩١)، و"المجموع" للنووي (١/ ١١٩).
(٣) وصف كلام الله بالقدم لم يُعرف عن الصحابة - رضي الله عنهم - ولا عن أئمة السلف -رحمهم الله-، وإنما كان أهل السنة يقولون أيام المحنة: كلام الله غير مخلوق، ويقول مخالفوهم: كلام الله مخلوق، فوصف كلام الله بأنه قديم اصطلاح حادث، ولكنه كثر عند المتأخرين، ولو جرينا عليه لقلنا: كلام الله قديم النوع حادث الآحاد؛ لأن الله تعالى لم يزل ولا يزال متكلمًا، فالكلام صفة ذاتية، وكلامه بمشيئته وإرادته فهو صفة فعلية.
انظر: "التسعينية" (١/ ٣٣٣ وما بعدها)، (٢/ ٥٣٧، ٦١١ وما بعدها).

<<  <   >  >>