للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الفراء: رأيت العرب لا تجمع وإن كانوا يثنون. قال جل ثناؤه في التثنية: (أتؤمنُ لبشرين مثلنا)، وقال في الجمع: (ما أنتم إلا بشر مثلنا)، قال: وقد زُعم الرؤاسي أنه سمع: مررت بجنبين يعني: بقوم جُنُب، فحسُنَ الجمعُ هاهنا؛ لأنَّ القوم قد حُذفوا هاهنا، فلم يؤد الجنب إذ أفرد عن المعنى. قال: وإنما ثنتْ العربُ في الاثنين، وتركوا الجمع غير مجموع؛ لأن الاثنين يؤديان عن أنفسهما عددهما، وليس شيءٌ من الجماع يؤدي اسمه عن نفسه.

ألا ترى أنك إذا قلت: عندي درهمان لم يحتجْ إلى أنْ تقول: اثنان، فإذا قلت: عندي دراهم لم يعلم عددها حتى تقول: ثلاثة أو أربعةٌ.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>