رأى، ومررت بسرَّ من رأى، فتجعل (سَرَّ) فعلاً ماضياً و (مَنْ) منصوبةً به، ويكون بمنزلة قول العربِ: هذا تأبط شراً.
والوجهُ الرابعُ: أن تُضيفَ سراً إلى (من)، فتقول: أعجبتني سَرُّ من رأى، ودخلت سَرَّ من رأى، ومررت بسَرِّ من رأى. أجاز الفراء هذا تأبَّطّ شرٍّ، ومررت بتأبط شرٍّ على الإضافة، وقول العامة: أعجبتني سامراً، ومررت بسامرا صواب على أن (سا) فِعلُ ماضٍ أصلُه: ساءَ، فتُرِك همزة لِكثرةِ الاستعمال، وتُرك همز (من رأى) لكثرة الاستعمال. فهذا أبينُ ما في إعرابها من الوُجوهِ، ولم يكن هذا موضع ذِكرِ إعرابها؛ إذ كنا لم نقصد في هذا الكتابِ إلا قصدَ التأنيثِ والتذكير لكني كرهتُ أن أقتصر على ذِكْرِ تأنيثها دُونَ إعرابها؛ إذ لم يكن أحدٌ من النحويين المتقدمين ولا المتأخرين تكلَّم عن إعرابها.