إن السماحة والمروءة ضُمنا ... قبراً بمرو على الطريق الواضح
فقال: ضُمنا، ولم يقل: ضُمِّنَتَا؛ لأنه حمله على معنى: إن السماح والمروءة، وقال الله عز وجل:(ولا يقبل منها شفاعةٌ)، فقرأت العوامُّ بالتذكير على معنى: ولا يُقبلُ منها شفعٌ، وقرأ أبو عمرو:(ولا تقبل منها شفاعةٌ) فأخرج الفعل مؤنثاً على لفظ الشفاعة.
وكذلك تقول: أعجبتني ضربتك، وأعجبني ضربتُك، على ما مضى من التفسير، ومثلها: أفزعتني صيحتك، وأفزعني صيحتك. قال الله عز وجل:(زُين للذين كفروا الحياة الدنيا) فذكر (زين) والحياة مؤنثة على معنى: زين للذين كفروا البقاء ومثله: (قد جاءكم بصائر من ربكم).
وإذا تأخر الفعل بعد هذه الأشياء أنث وقبح تذكيره؛ كقولك: ضربتك أوجعتني، وصيحتك أفزعتني، ويجوز أنْ تذكر الفعل حملاً على المعنى، فتقول: ضربتك أوجعني، وصيحتك أفزعني.