وحجارةٌ - أثبتوها في عدده؛ لأن العدد مبنيٌّ على الجمع، ولما كانوا لا يدخلون الهاء في عدد المؤنث فيقولون: ركبةٌ وركبٌ، وقردة وقرد لم يدخلوها في عدد المؤنث؛ لأن العدد مبني على الجمع، ولم يحك في الاعتلال لهذا عن الخليل ويونس وسيبويه والأخفش وغيرهم من شيوخ البصريين شيءٌ.
وقال أبو حاتم السجستاني: إنما أدخلوا الهاء في عدد المذكر ولم يدخلوها في عدد المؤنث؛ لأن المؤنث أثقل من المذكر، وأكثر المؤنث فيه هاء التأنيث، فجعلوا جمع المؤنث بلا هاء؛ ليكون أخف له؛ لأن الهاء لزمت الواحدة، وذلك ثقلٌ، فكرهوا أن يمكنوا ذلك الثقل حتى ينتقل من الواحدة إلى الجماعة، ففروا من ذلك، فحذفوا الهاء من الجمع؛ ليعتدل الجمع فيكون ثقيل من خفيفٍ، وأما المذكر فخفيفٌ، فأدخلوا الهاء في جمعه، فقالوا: ثلاثةٌ؛ ليكون ثقيلٌ مع خفيفٍ فيعتدل، وكرهوا أن يجمعوا بين الثقيلين، فجعلوا ثقيلاً مع خفيف فيعتدل، وكرهوا أن يجمع بين الثقيلين، فجعلوا ثقيلاً وخفيفاً مع ثقيل. قلت: ثم نقض أبو حاتم هذا القول على نفسه بأن قال: الثلاث إلى العشر مؤنثٌ على كل حالٍ، إلا أنه مؤنثٌ لا علامة للتأنيث فيه فهو أخف لفظاً، وأيسر مما فيه حروف التأنيث، فهذا تناقض؛ لأنه زعم أنهم لم يدخلوا الهاء في عدد المؤنث؛ لأن المؤنث ثقيلٌ، فأرادوا أنْ يكون خفيفٌ مع ثقيلٌ، وأدخلوا الهاء في عدد المذكر؛ لأنه خفيفٌ فأرادوا أنْ يكون ثقيلٌ مع خفيفٍ، فدل هذا الكلام على أن عدد المذكر مؤنثٌ، وعدد المؤنث مذكرٌ.