وقال السجستاني: إذا سميت رجلاً بثمانٍ صرفته صرف علةٍ؛ كما أنك إذا سميت رجلاً بجوارٍ، وسوارٍ صرفته في الرفع والجر صرف علةٍ، ولم تصرفه في النصب، فتقول في الرفع: هذا جوار وسوار وثمان، وفي الخفض: مررت بجوارٍ وسوارٍ وثمانٍ، وفي النصب: رأيتُ جواري وسواري وثماني. تذهب إلى أن الياء تستثقلُ الضمة والكسرة فيها، فتسقطان منها ثم تسقط هي لسكونها وسكون التنوين، وفي النصب لا تستثقل الفتحة فيها فتثبتُ، ولا يدخل التنوين؛ لأن الجمع إذا كنا بعد ألفه حرفان لم ينصرف، وكان سيبويه يقول: التنوين في جوار بدل من الياء، وقال أصحابه: أراد أن النون بدلٌ من حركة الياء. وقال الفراء: الياء في جوار مشبهة بياء الصلة؛ فحُذفتْ لاجتماع الساكنين، وإذا سميت رجلاً بثمانٍ لم تجره في المعرفة؛ لأنه جمع بعد الألف منه حرفان، وتجريه في النكرة؛ لأن ياءه مشبهةٌ بياء الإعراب.