ذلك: قول الله عز وجل: (ولبثوا في كهفهم ثلثمائةٍ سنين) فهذا هو القياسُ، وهو العالي في اللغة؛ لأن كتاب الله - وتبارك وتعالى- نزل بأفصح اللغات وأثبتها في القياس، ولم ينزل بما يقبُحُ في لغة ويبطل في قياس، وربما اضطر الشاعر في الشعر إلى أنْ يجمع المائة، فيجمعها على جهة الاضطرار لا على جهة الاختيار. أنشد الفراء:
وإنا أتيناكمْ فكان عطاؤكمْ ... ثلاث مئين منها قسي وزائف
فإذا قلت: عندي ثلاثُ بناتِ عرسٍ، وأربعُ بناتِ آوي كان الاختيار أنْ تدخل الهاء في العدد، فتقول: عندي ثلاثةُ بنات عرسٍ وأربعةُ بناتِ آوي؛ لأن الواحد ابن عرس وابن آوي. وقال الفراء: كان بعض من مضى من أهل