وجدوها تُذكرُ من الثلاث إلى التسع، وينقطعُ ذكرها فلا تُذكرُ؛ لأنك إذا جُزتَ المائة دخلت في ذكر الألف والألوف، ولم تذكر المائة، فأنزلوا ما بين الواحدة والثلاث منزلة جمعها القليل، وما بين الثلاث والتسع منزلة جمعها الكثير، وقالوا: عندي خمسمائةٍ، فوحدوا المائة؛ لأنها هاهنا بمنزلة الألف في قولك: عندي أحد عشر ألفا، واثنا عشر ألفاً. هذا الذي وصفناه كله مذهب الفراء وأبي العباس، وقال البصريون: ثلثمائةٍ وأربعمائةٍ وخمسمائةٍ مما شذ عن القياس، والقياسُ عندهم: ثلاثُ مئين أو مئاتٍ؛ كما يقال: ثلاثة أثواب، وخمسةُ آلافٍ، ولم يعرفوا في توحيد المائة حجةً، والقياسً عند أصحابنا: ثلاثمائةٍ بالتوحيد، والشاذ عندهم: ثلاث مئاتٍ ومئين. الدليلُ على