للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا)، فيجوز أنْ يكون العشرُ عُنِي بها الليالي، ويجوز أنْ تكون العشرُ واقعةً على الأيام والليالي على ما مضى من التفسير. وقال بعض البصريين: إنما أنث العشر؛ لأنه ذهب إلى معنى المُدَد كأنه قال: أربعة أشهر وعشر مددٍ، فالمدةُ تقع على اليوم والليلة.

فإن قال قائل: لِمَ قَلْتَ: عندي خمسةُ آلافٍ، فجمعت الألف، وقلت: عندي خمسمائةٍ فوحدْتَ المائة؟

فالعلة في هذا أن المائة بمنزلة الألف الذي بعد الأحد عشر والإثنى عشر، وذلك أن العرب تجمع الألف من الثلاثة إل العشرة، فإذا جاوزوا العشرة وحدوا، فيقولون: عندي خمسةُ آلافٍ وستةُ آلافٍ، وأحد عشر ألفاً؛ لأن الآلاف جمعٌ قليلٌ، وما بين الثلاثة والعشرة عدد قليل، فجعلوا مع العدد القليل الجمع القليل؛ لأنه يشاكله، وكان يجب إذا جاوزوا العشرة أن يأتوا بالجمع الكثير؛ كما أتوا مع ما دونها بالجمع القليل، فكرهوا أن يأتوا مع الأحد عشر بالجمع الكثير، فيقولوا: عندي أحد عشر ألوفاً؛ لأنهم لو فعلوا ذلك لوجب عليهم إذا جاوزوا العشرين، أن يأتوا بجمع هو أكثر منا لجمع الذي أتوا به في أحد عشر وإذا جاوزوا الثلاثين أن يأتوا بجمع هو أكثر من الجمع الذي أتوا به في الموضعين، فلما لم يجدوا للجمع الكثير هذه العلامات، ولم يقدروا على هذه الفروق الكثيرة اقتصروا على واحد يؤدي عن الجنس، ويأتي بمعنى الجمع، فقالوا: عندي أحد عشر ألفاً. وخمسة عشر ثوباً، فاكتفوا بالثوب من الثياب، وبالألفِ من الآلاف، فلما جاءوا إلى المائة

<<  <  ج: ص:  >  >>