وتخرج الفعل على اللفظ وعلى المعنى، فتقول: من النساء يقول ذلك، ومنهن لا يقوله، ومن النساء تقول ذاك، ويقولان ذاك، ويقلن ذاك، ومنهن لا تقوله، ولا يقولانه، ولا يقلنه، ومن النعال يعجبك، وتعجبك، وتعجبانك، ويعجبنك، ومنهن لا يعجبك ولا تعجبك ولا تعجبانك، ولا يعجبنك.
ومن قال: عند النساء من يقول ذاك لم يجز أن يحذف (من)، فيقول: عند النساء يقول ذاك؛ لأن (من) لا تحذف إلا إذا كانت قبلها (من) أو (في)؛ لأنهما ينوبان عن (من)؛ لأنهما من صنفهما، ولا يجوز الحذف مع غير (من)، و (في). قال الله عز وجل:(وما منا إلا له مقام معلوم) فحذف (من) لدلالة (من) عليها ولأنها كانت ظاهرة، وقال الشاعر أنشد الفراء:
فظلوا ومنهم دمعه سابق له ... وآخر يثني دمعة العين بالهمل
أراد: فظلوا ومنهم من دمعه، فحذف (من) وأنشد الأحمر:
هما كابنتي مخرٍ ترى البرق منهما ... وما منهما يومًا يجود فيمطر
أراد: وما منهما ما يجود، فحذف (ما) لدلالة (من) عليها وأنشد الفراء: