ومن قال هذه بعلبك فأجرى (بكا) قال في التصغير: هذه بعيلة بك، وإن شاء قال: بعل بكيك، فجعل (بكا) مذكرا.
ومن قال: هذه حضرموتٍ قال في التصغير: حضيرم، وحضيرة ومؤيتة.
ومن قال: هذه حَضْرمَوتَ قال في التصغير: حُضيُر موت، وقال الفراء: أحب إلي من ذلك أن تقول: حضرمويتة؛ لأن العرب إذا أضافت مؤنثًا إلى مذكر ليس بالمعلوم جعلوا الآخر كأنه هو الاسم. ألا ترى أن الشاعر قال:
وإلى ابن أم أناس تعمد ناقتي ... عمروٍ لتنجح حاجتي أو تتلف
فلم يجر (أناس) والاسم هو الأول.
ومن قال: هذه حضرموتٍ قال في التصغير: هذه حضيرة موتٍ، وهذه حضر مويتةٍ.
وإذا صغرت حولايا، وجرجرايا كانت لك ثلاثة أوجهٍ:
أحدهن: أن تجعل حولايا بمنزلة حضرموت وبعلبك، فتصغير الأول، ولا تصغر الثاني، فتقول: حويلايا وجريجرايا.
قال الفراء: فلا تجرى آخره؛ لأنه مجهول؛ كنهر بين، ونهر بين إذا صغرته قلت: نهير بين، فصغرت النهر؛ لأنه معروف، ولم تصغر آخره لأنه مجهول، فكذلك فعلت بحولايا، وجرجرايا.