العمر وتباركه وتزكيه، ولقد منّ الله عليّ بالحياة في ظلال القرآن، فذقت منها ما لم أذق قط في حياتي».
وأحمد الله وأشكره علي ما أنعم عليّ من نعمة التوجّه إلي القرآن، والإقبال عليه، والتخصص فيه، لقد يسرني لهذا الميدان المبارك، ميدان القرآن وتأويله وتدبره، و «كلّ ميسّر لما خلق له».
يا لها من نعمة ربانية مباركة، أن أعيش مع القرآن قارئا وتاليا، ومتدبّرا متفكرا، ومفسّرا مؤولا، ومحاضرا متكلما، ومدرسا موجها، وكاتبا مؤلفا، وكم أشعر بالسعادة والانشراح لهذا الخير الجزيل الجميل، الذي ساقه الله إلي، وجعلني مع كتابه الكريم.
ومهما أشكر الله علي هذه النعمة- وعلي غيرها من النعم الغامرة- فلن أو فيه سبحانه حقّه من الشكر، وسأبقي عاجزا مقصرا، وإن من كرم الله العظيم الكريم أنك كلما شكرته أنعم عليك، وكلما ازددت له شكرا- وشكرك قليل عاجز ناقص- تقبّله منك، وزاد عليك إنعاما وعطاء وفضلا- وإنعامه جزيل وفير- هذه هي إرادته الحكيمة، وسنته النافذة المطردة: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ، ولَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ (١).
عليّ أن أشكر الله- بوسائلي العاجزة المقصرة- بالإكثار من الإقبال علي كتابه، والزيادة من النظر فيه وتدبره، والتمعن في تفسيره وتأويله، والالتفات إلي لطائفة، ودلالاته، وحقائقه، وموضوعاته، ونشر علومه ومناهجه، وإعداد الأبحاث والدراسات حوله، وعرض بعض ما أجده منه في الدروس والمحاضرات، والأبحاث والمقالات، والكتب والمؤلفات، قياما بالحقّ المطلوب مني، وأداء لبعض الواجب الذي أوجبه الله عليّ، وأداء لبعض الشكر الذي تعيّن عليّ.