للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الرابع: مع التأويل في سورة يونس]

ورد التأويل مرة واحدة في سورة يونس، وذلك في آية ضمن مجموعة من آيات، تتحدث عن القرآن، وتثبت أنه كلام الله، وتتحدي الكفار بمعارضته، وتخبر عن تكذيبهم بمضمونه، وتهددهم بالدمار يوم يأتي تأويله، وتقرر سنة ربانية مطردة في ذلك.

قال تعالى: وما يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا، إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً. إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ. وما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَري مِنْ دُونِ اللَّهِ، ولكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ، وتَفْصِيلَ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ. أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ، قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ، وادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ، إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ. بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ، ولَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ، كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ، فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ. ومِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، ومِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ، ورَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ، وإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي ولَكُمْ عَمَلُكُمْ، أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ، وأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (١).

المعنى الإجمالي للآيات:

تبدأ الآيات بتقرير حقيقة ما عليه الكفار، فهم ليسوا علي علم ولا يقين، في موضوعات الدين والاعتقاد. لقد كفروا بالرسول عليه الصلاة والسلام، وأنكروا أن يكون القرآن كلام الله، وكانوا مع الباطل والشرك بالله، إنهم في كلّ ذلك كانوا متبعين للظن والتخمين، ومحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان


(١) سورة يونس: ٣٦ - ٤١.

<<  <   >  >>