للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثالث: مع التأويل في سورة الأعراف]

ورد التأويل مرتين في سورة الأعراف، والمرتان في آية واحدة، تتحدث عن يوم القيامة، الذي أخبر القرآن عن وقوعه وقدومه، ولكن الكفار أنكروا ذلك، ولم يصدّقوا بالآيات التي تخبر عنه.

قال تعالى: ولَقَدْ جِئْناهُمْ بِكِتابٍ فَصَّلْناهُ عَلي عِلْمٍ، هُديً ورَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ. هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ؟ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ: قَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ، فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ، فَيَشْفَعُوا لَنا، أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ، قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ، وضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (١).

المعنى الإجمالي للآيتين:

تتحدث الآيتان عن القرآن، وعن تفصيله، وعن معانيه وأخباره ووعوده.

لقد بعث الله محمدا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رسولا، وأنزل عليه القرآن كتابا، ودعا الناس إلي الإيمان بهذا القرآن، وتصديق أخباره.

وأخبرت الآية الأولي أنّ الله جاء الناس بهذا القرآن، وجعله كتابا مفصّلا، تفصيلا لفظيا، وتفصيلا موضوعيا.

تفصيله اللفظي تمثل في تقسيمه إلي سور، وتقسيم السورة منه إلي آيات، وتقسيم الآية إلي جمل وكلمات.


(١) سورة الأعراف: ٥٢ - ٥٣.

<<  <   >  >>