تفاسيرهم من جدّة وإضافة، وما فيها من تقليد ومتابعة، وما فيها من تكرار أو إبداع، ثم يتعرف علي مالها من إيجابيات، وما عليها من مآخذ وسلبيات، ويفعل ذلك بعد مقارنته بين هذه التفاسير.
الرابع: التفسير الموضوعي:
وهو تفسير هذا العصر، ولم يشتهر هذا النوع عند المفسرين السابقين في القرون الماضية، وإنما اشتهر بين الباحثين والمفكرين والمتدبرين في عصرنا، ونري أنّ المستقبل إنما هو لهذا النوع من التفسير، وله أهمية خاصة، ورسالة عظيمة يؤدّيها.
وليس كلامي هنا عن الدراسة المنهجية للتفسير الموضوعي، فإنّ هذه العجالة لا تكفي له، وأعد بإصدار دراسة منهجية خاصة عن «التفسير الموضوعي: أهميته، ألوانه، مناهجه»، وقد تكون هذه الدراسة قريبة إن شاء الله.
[ألوان التفسير الموضوعي الثلاثة]
أريد في هذه الوقفة السريعة أن أشير إلي «ألوان التفسير الموضوعي».
إن ألوان التفسير الموضوعي ثلاثة:
اللون الأول: التفسير الموضوعي للمصطلحات القرآنية:
بحيث يختار الباحث مصطلحا من مصطلحات القرآن، ويفرد له دراسة خاصة، يتابع فيها هذا المصطلح في القرآن، في اشتقاقاته وتصريفاته وحالاته العديدة، ثم يتدبر الآيات التي ورد فيها هذا المصطلح، ويستخلص منها اللطائف والمعاني، والدلالات والإشارات.
من أجود الأمثلة علي هذا اللون من التفسير الموضوعي للمصطلح القرآني: رسالة «الأمة في دلالتها العربية والقرآنية» لأستاذنا الدكتور أحمد حسن فرحات، و «العهد والميثاق في القرآن» لزميلنا- في الدراسة- الأستاذ الدكتور ناصر العمر.