وأطلنا الوقفة مع آية التأويل في سورة آل عمران، لحديثها عن المحكم والمتشابه والتأويل، وإشارتها إلي المذموم من التأويل.
الثالث: التأويل في كلام الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه.
عرضنا فيه أمثلة من الأحاديث النبوية، وكلام الصحابة يظهر منها استعمالهم للتأويل، والمعنى الذي استعملوه فيه. ولاحظنا أنهم استعملوه بمعنى فعل نفس الشيء أو ردّه إلي غايته العملية، وبمعنى الفهم والتفسير والبيان.
الرابع: الفرق بين التفسير والتأويل:
سجّلنا فيه أهمّ ما قاله السابقون من فروق بين التفسير والتأويل، وبالذات ما قاله كلّ من الراغب الأصفهاني، وأبي البقاء الكوفي، والدكتور أحمد حسن فرحات.
ثم عرضنا الراجح في الفرق بين التفسير والتأويل عندنا، حيث لاحظنا أنهما مرحلتان في فهم القرآن وتدبره، مرحلة التفسير أولا، ثم مرحلة التأويل التي تليها وتبني عليها. وأوردنا الأدلة علي هذا الفهم والترجيح، من حديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم وكلام أصحابه، وبيّنا أنّ الأصل أن يكون كلّ مؤوّل مفسرا، ولا يشترط أن يكون كلّ مفسّر مؤوّلا.
ثم لاحظنا ورود معنى ثالث للتأويل، استعمله المتأخرون، وهو الصرف والتحويل، وبيّنا أنّ منه ما هو مقبول، ومنه ما هو مردود، ورأينا رفض المردود، وآثرنا عدم استعماله بهذا المعنى أصلا، لأنّ المقبول منه يدخل ضمن المعنى الثاني.
الأول: بيان العاقبة والمآل، وتحديد ما يؤول إليه النص، وملاحظة صورته المادية النهائية، وفعل المأمور به عمليا أو الانتهاء عن المنهيّ عنه فعليا.
وهذا هو معناه في القرآن، ومعظم الأحاديث، وكلام الصحابة.