للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرقيق الخاص! لماذا ألهم الله العزيز بذلك؟ ولماذا مكّن الله ليوسف في بيت العزيز؟

لتتحقق المرحلة الأولي، في الطريق التي سيقطعها يوسف، من خلال تأويل الأحاديث، وليتحقق وعد الله له بذلك في النهاية: وكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ، ولِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ.

واللام في «لنعلمه» للتعليل، أي: لبيان حكمة الله في تقدير ما جري ليوسف، حتى استقر في بيت العزيز! وكلمة «لنعلمه» وعد من الله بتعليم يوسف تأويل الأحاديث، هذا التأويل الذي سيصل به يوسف إلي أعلي مركز، وهو «عزيز مصر».

وفعلا علم الله يوسف الرؤيا، وقام بتأويل رؤيا السجينين، الذي أوصله إلي تأويل رؤيا الملك، الذي قاده إلي مركز العزيز، حيث أدّي ذلك- بعد أحداث متتالية ومفاجآت مثيرة- إلي قدوم أهله إليه، وسجودهم بين يديه، وبذلك تحقق وعد الله، وتمّ تأويل رؤياه: يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ، قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا.

وفي آخر الأمر، أعلن يوسف عليه السلام فضل الله عليه، واعترف بتعليم الله له، وصرّح بعلمه بتأويل الأحاديث: وعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ. ولهذا كانت معجزة يوسف عليه الصلاة والسلام تقوم علي علمه بتأويل الأحاديث، وتعبير الرؤي.

يُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ: وعد سيتحقق في المستقبل.

وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ: خطوة أولي علي طريق تحقيق الوعد.

وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ: اعتراف صريح بتحقيق ذلك الوعد.

وحقق الله ليوسف ما وعد به، لأن الله لا يختلف الميعاد: واللَّهُ غالِبٌ عَلي أَمْرِهِ، ولكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ.

<<  <   >  >>