للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إيفاء الكيل والميزان أحسن تأويلا:

هذا في الجانب السلبيّ القائم علي التطفيف، أما في الجانب الإيجابي المشرق، فإنّ إيفاء الكيل، والوزن بالقسطاس، هو خير وأحسن تأويلا، وأحسن عاقبة ومآلا وردّا ونهاية، في الدنيا وفي الآخرة! فكيف كان ذلك؟ وكيف يحسن التاجر تأويل التزامه بأخلاقيات التجارة؟ وكيف يلاحظ عاقبة ومآل ذلك؟

إنّ الله سيبارك له في تجارته، ويوفّقه في حياته، ويرزقه الهناء والسعادة، والرضي بالقضاء، والقبول عند الناس.

إيفاء الكيل والوزن أحسن تأويلا وردا في الدنيا:

سيحبّه «الزبائن»، ويحرصون علي التعامل معه، والشراء منه، وبهذا تزداد مبيعاته، وتكثر صفقاته، وبذلك تزداد أرباحه، وعندها يدرك أنّ هذه الخيرات كلها تأويل وعاقبة لالتزامه.

وسيبارك الله في حياته، وسيعافيه هو وأسرته من الأمراض والابتلاءات، وبذلك سيوفر الكثير من الأموال، التي كان سينفقها علي مواجهة الأمراض وتكاليف العلاج، وهذا تأويل لالتزامه.

وسيحفظ الله له تجارته، ويحميها من الآفات والكوارث، وهذا تأويل لالتزامه.

هذا في الدنيا، وفي الآخرة فإنّ الله يعدّ له حسن الجزاء والثواب، ويمتعه في جنات النعيم، ويمنّ عليه بالرضي والرضوان، وهذا تأويل لالتزامه.

إن هذا التاجر الصادق لم يكن ضيق الأفق، قصير النظر، كذلك التاجر المطفف، وإنما امتدّ ببصره للمستقبل، ورأي عاقبة ومآل الالتزام بتوجيهات الإسلام، فاستعلي علي وساوس النفس لتطفيف المكيال

<<  <   >  >>