للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اعلم أن (أنْ) المخففة تدخل على الجمل الاسمية نحو:

أنْ هَالِك كُلُّ مَنْ يَحْفَى [ويَنتعِلُ] [البسيط]

وعلى الجملة الفعلية الشرطية كقوله تعالى: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا}.

وعلى الفعل غير المتصرف نحو: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى}.

ولا يحتاج إلى الفارق لأنّ (أنْ) المصدرية لا تدخل عليها، وتدخل على الفعل المتصرف، فيلزمها [السين] نحو: {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ} أو سوف كقول الشاعر:

واعْلَمْ -فَعِلْمُ المرءِ يَنْفَعُهُ- ... أنْ سوفَ يَأتي كل ما قُدِرا [السريع]

أو قد نحو: {لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ} ولزوم هذه الأمور الثلاثة للفرق بين المخففة والمصدرية، وليكون عوضًا من النون المحذوفة.

أو حرف النفي نحو: {أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ}.

وليس لزوم حرف النفي إلَّا ليكون عوضًا عن النون، فإنَّه لا يجيء لمجرّد الفرق، لأنّه يجتمع مع كل واحد منهما فالفارق بينهما إمّا [من] حيث المعنى، لأنّه عنى به الاستقبال، فهي المخففة، وإلا فهي المصدرية، وإما من حيث اللَّفظُ، لأنَّه إن كان الفعل المنفي منصوبًا فهي المصدرية، وإلا فهي المخففة.