فمن أهم ما تؤدى به رسالة التعليم أن يحرص المعلمون على تربية طلابهم على كريم الخلال وحميد الخصال، مع الحرص الشديد على تجنيبهم ما ينافي ذلك من مساوئ الأخلاق ومرذول الأعمال؛ فإن لذلك الصنيع أبلغ الأثر في نفوس الطلاب؛ فبسببه ينشؤون محبين للفضيلة، متعشقين للبطولة، متصفين بمعالي الأمور ومكارم الأخلاق، مبغضين لسفساف الأمور، نافرين من مساوئ الأخلاق.
قال الشيخ محمد البشير الإبراهيمي في وصاياه للمعلمين: أنتم حراس هذا الجيل، والمؤتمنون عليه، والقوَّامون على بنائه، وأنتم بناةُ عقوله ونفوسه؛ فابنوا عقوله على أساس من الحقيقة، وابنوا نفوسه على صخرة من الفضائل الإنسانية، وأشربوه عرفان قيمتها؛ فإن من لم يعرف قيمة الثمين أضاعه، وقد غُبِنَتْ هذه القيمُ في عصركم فكان ما ترون من فوضى واختلاط.
ربوهم على ما ينفعهم، وينفع الوطن بهم؛ فهم أمانة الوطن عندكم، وودائع الأمة بين أيديكم.
ربوهم على التحاب في الخير، والتآخي في الحق، والتعاون على الإحسان، والصبر إلا على الضيم، والإقدام إلا على الشر، والإيثار إلا بالشرف، والتسامح إلا بالكرامة. (١)