للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٤١ - الرفق من غير ضعف:

وكما يحسن الحزم، فكذلك يحسن الرفق واللين، قال النبي -عليه الصلاة والسلام -: «إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله» . (١)

وقال: إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه. (٢)

فيجمل بالمعلم أن يكون رفيقًا بطلابه، رحيمًا بهم، مشفقًا عليهم، محسنًا إليهم، صابرًا على بعض ما يصدر من جفائهم وسوء أدبهم.

ولا يعني ذلك ترك الحبل على الغارب للطالب، فلا يؤمر ولا ينهى، ولا يؤدب ولا يعاقب؛ بحجة رحمته، والرفق به.

لا، ليس الأمر كذلك؛ فترك تأديبه وتوجيهه خطل وخلل، وخرق وجهل، وتفريط وإضرار.

وذلك مما ينمي فيه الميوعة، ويقتل منه الرجولة.

والحكمة تقتضي أن يكون المعلم حازمًا من غير عسف، ليِّنًا رفيقًا من غير ضعف؛ فالحزم والرفق رضيعا لبان، يجتمعان ولا يتنافيان.

وبالجملة فالتربية النافعة ما كانت أثرًا لمحبة يطفئ البأس شيئًا من حرارتها، وصرامة تلطف الشفقة نبذة من شدتها. (٣)


(١) رواه البخاري ٧ / ٨٠، ومسلم (٢١٦٥) .
(٢) رواه مسلم (٢٥٩٤) .
(٣) السعادة العظمى ص٩٩.

<<  <   >  >>