للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

د - قلة الاستفادة من الاجتماعات: فالمعلمون كثيرًا ما يجتمعون، ويلتقي بعضهم ببعض، واللائق بهم أن يكون اجتماعهم غنيمة يتعلم فيها بعضهم من بعض، ويتطارحون المسائل العلمية النافعة، ويتحدثون عن مشكلات الطلاب وحلولها، ومحاولة الارتقاء بالطلاب إلى الأكمل والأمثل، أو ما شاكل ذلك مما ينبغي لهم أن يأخذوا به؛ فهذا هو اللائق بهم، والمؤمل فيهم؛ إذ لا يليق بهم أن تضيع أوقاتهم سدى، فضلًا عن أن تضيع بالقيل والقال، والاشتغال بالناس؛ فذلك مما يَذْهَبُ ببهجة العلم ونوره.

بل يجمل بهم أن يترفعوا عن الاسترسال في أمور الحياة العامة، كالإغراق في الحديث عن النساء، وأخبار المتزوجين، أو الحديث عن الأطعمة، وألوانها.

قال الأحنف بن قيس: جنبوا مجالسنا ذكر النساء والطعام؛ إني أبغض الرجل يكون وصَّافًا لفرجه وبطنه. (١)

وقال الشيخ محمد الخضر حسين: وإنه ليعظم في عينك الرجل بادئ الرأي، حتى تحسبه واحدًا من رجال الأمة؛ فما يروعك إلا وقد أخذ يسوق إليك حديث الأطعمة، ويُشَخِّص لك هيئاتها يحللها تحليلًا كيماويًا، ثم يطبخها بلسانه مرة أخرى.

وإن لِفِقْهِ النفس أثرًا عظيمًا في تعديل المخاطبات وتحسين العادات. (٢)


(١) سير أعلا م النبلاء للذهبي ٤ / ٩٤.
(٢) السعادة العظمى ص٢٧٠.

<<  <   >  >>