للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

و - مراعاة الميول والتوجيه لما يناسب: فهناك من الطلاب من هو شديد الذكاء، كبير الهمة ومع ذلك لا تجده يبدع ولا يتفوق.

والسبب في ذلك أنه لم يُراعَ ميوله، ولم يوجه إلى ما يناسبه؛ فعقول الناس تختلف، ومشاربهم لا تألف؛ فكل يميل إلى ما يلائمه، وقد علم كل أناس مشربهم.

فإذا وجه الطالب إلى ما يلائمه ويناسب ميوله ورغبته أبدع أيما إبداع، وأصبح عضوًا نافعًا بعد أن كان عضوًا أشل؛ فلا يعني كون الطلاب لا يبدعون في شيء أنهم لا يصلحون لأي شيء. (١)

ولكنها الأقدار كلٌّ ميسرٌ ... لما هو مخلوق له ومقربُ

فكل يعمل على شاكلته، ولكل وجهة هو موليها.

هذا وإن مما يحسن التنبيه عليه في هذه الوقفة أن العناية بالمواهب ورعاية النوابغ -لا تعني أن يُهْمَلَ مَنْ هم أقلُّ ذكاءً ونبوغًا؛ فالعالَم لا يحتاج إلى خارقي الذكاء والنوابغ فحسب، بل يحتاج إلى غيرهم كذلك.

فاضْمُمْ أقاصيهم إليك؛ فإنه ... لا يزخر الوادي بغير شعاب

ولهذا ينبغي أن يؤخذ بأيدي الطلاب عمومًا؛ كي يستعملوا ذكاءهم خير استعمال ولو كان قليلًا، وأن يُفيدوا من مواهبهم ولو كانت محدودة.

نعم إن الإنسان لا يقدر أن يكون في الذكاء مائة إذا خلق ذكاؤه في قوة عشرين.


(١) انظر قوة الإرادة وطرق تنميتها د. صلاح مراد ص٣٤.

<<  <   >  >>