للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ح - السخاء بالبشر والتبسم، والبشاشة والبسطة، ومقابلة الناس بالطلاقة: فذلك فوق السخاء بالصبر، والاحتمال، والعفو، وهو الذي بلغ بصاحبه درجة الصائم القائم، وهو أثقل ما يوضع في الميزان، وفيه من المنافع والمسارِّ وأنواع المصالح ما فيه. (١)

وسيأتي مزيد بيان له -إن شاء الله -.

هذه بعض صور السخاء؛ فما أحرانا -معاشر المعلمين - أن نأخذ أنفسنا بالسخاء في كافة صوره، وألا ننتظر المقابل لما نقدمه ونسخو به.

قال الرافعي: إن السعادة الإنسانية الصحيحة في العطاء دون الأخذ، وإن الزائفة هي الأخذ دون العطاء، وذلك آخر ما انتهت إليه فلسفة الأخلاق. (٢) .

وكما يحسن بنا أن نأخذ أنفسنا بالسخاء فإنه حقيق علينا أن نربي نشأنا على هذا الخلق، وأن نلقنهم أن السخاء مرقاة السيادة والفلاح.

كما كان فرضًا علينا أن ننذرهم سوء المنقلب الذي ينقلب إليه البخلاء والمبذرون.


(١) انظر تفصيل الحديث عن السخاء في الهمة العالية للكاتب ص١٦٦ -١٨٢.
(٢) وحي القلم ٣ / ١٣

<<  <   >  >>