للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقولون لي: فيك انقباضٌ وإنما ... رأوا رجلًا عن موقف الذلِّ أحجما

أرى الناس من داناهم هان عندهم ... ومن أكْرَمَتْهُ عزةُ النفسِ أُكْرِما

ولم أقضِ حقَّ العلمِ إن كان كلما ... بدا طمعٌ صَيَّرْتُهُ لي سلَّما

وما كلُّ برقٍ لاح يستفزني ... ولا كلُّ مَنْ لا قيت أرضاه منعما

إذا قيل: هذا منهلٌ قلت قد أَرى ... ولكنَّ نفسَ الحرِّ تحتمل الظما

أُنَهْنِهُهَا عن بعض ما لا يشينها ... مخافةَ أقوالِ العِدا فيمَ أولما

ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي ... لِأخْدِمَ مَنْ لا قيتُ لكن لأُخْدما

أأشقى به غرسًا وأجنيه ذلةً؟ ... ولو عظَّموه في النفوس لَعَظَّما

ولكنْ أهانوه فهانوا ودنسوا ... محياه بالأطماع حتى تَجَهَّما

(١)


(١) أدب الدنيا والدين للماوردي ص٨٣، والبداية والنهاية لابن كثير ١١ / ٣٥٥، وخاص الخاص للثعالبي ص٢٢٨ -٢٢٩.

<<  <   >  >>