للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال عمر بن الخطاب: إياكم لبستين: لبسةً مشهورة، ولبسة محقورة. (١)

وقال بعض الحكماء: البس من الثياب ما لا يزدريك فيه العظماء، ولا يعيبك الحكماء. (٢)

وقيل:

أما الطعام فكل لنفسك ما اشتهت ... والبس لباسًا يشتهيه الناس

(٣)

قال الماوردي: واعلم أن المروءة أن يكون الإنسان معتدل الحال في مراعاة لباسه من غير إكثار أو اطراح؛ فإن اطراح مراعاتها، وترك تفقُّدها مهانة وذلة، وكثرة مراعاتها، وصرف الهمة إلى العناية لها دناءة ونقص.

وربما توهم من خلا من فضل، وعري من تمييز أن ذلك هو المروءة الكاملة، والسيرة الفاضلة؛ لما يرى من تَمَيُّزه عن الأكثرين، وخروجه عن جملة العوام المسترذلين.

وخفي عليه أنه إذا تعدى طوره، وتجاوز قدره كان أقبح لذكره، وأبعث على ذمه. (٤)

قال المتنبي:

لا يعجبن مضيمًا حسنُ بزته ... وهل يروق دفينًا جودةُ الكفن

(٥)


(١) أدب الدنيا والدين ص٣٥٤.
(٢) أدب الدنيا والدين ص٣٥٥.
(٣) أدب الدنيا والدين ص٣٥٥.
(٤) أدب الدنيا والدين ص٣٥٤.
(٥) ديوان المتنبي ٤ / ٢١٣.

<<  <   >  >>