للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو هلال العسكري: وأجود الكلام ما يكون جزلًا سهلًا، لا ينغلق معناه، ولا يستبهم مغزاه، ولا يكون مكدودًا مستكرهًا، ومتوعرًا متقعِّرًا، ويكون بريئًا من الغثاثة، عاريًا من الرثاثة.

والكلام إذا كان لفظه غثًّا، ومعرضه رثًّا -كان مردودًا ولو احتوى على أجلِّ معنًى وأنبله، وأرفعه، وأفضله. (١)

نظر معاوية إلى ابن عباس -رضي الله عنهما - فأتبعه بصره ثم قال متمثلًا:

إذا قال لم يترك مقالًا لقائل ... مصيب ولم يثنِ اللسان على هُجْرِ

يُصَرِّفُ بالقول اللسان إذا انتحى ... وينظر في أعطافه نظر الصقر

(٢)

قال ابن عبد البر: ومن أحسن ما قيل في مدح البلاغة من النظم قول حسان بن ثابت في ابن عباس:

صموتٌ إذا ما الصمت زيَّن أهله ... وفتَّاق أبكار الكلام المختَّمِ

وعى ما وعى القرآن من كل حكمة ... ونيطت له الآداب باللحم والدمِ

(٣)


(١) كتاب الصناعتين لأبي هلال العسكري ص٦٧.
(٢) بهجة المجالس ١ / ٥٨، والتمهيد لابن عبد البر ٥ / ١٧٩.
(٣) التمهيد ٥ / ١٧٨، وانظر أخطاء في أدب المحادثة والمجالسة للكاتب ص٩٩ -١٠٣.

<<  <   >  >>