للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المؤمنين، لأن الله يقول: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} [المائدة: ٥٥].

ويقول: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب: ٦].

كذلك هذه الرابطة جعلت الملائكة أولياء المؤمنين، قال الله تعالى في ذلك: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (٣٠) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [فصلت: ٣٠, ٣١] ولأجل هذه الرابطة القوية - رابطة الإيمان - التي ربطت بين بني آدم والملائكة فوق السموات من شدة ربطها عطفت قلوب الملائكة من فوق سبع سماوات علي بني آدم في الأرض، فدعوا لهم بذلك الدعاء العظيم المذكور في القرآن في قوله تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ} [غافر: ٧] فوصف الملائكة بالإيمان ثم قال: {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا} فوصف الآدميين بالإيمان فعُرف من ذلك أن الرابطة بين الآدميين والملائكة: الإيمان، كان من نتائج ذلك الرابط - وهو الإيمان - أن دعوا للآدميين كما ذكره الله عنهم في قوله: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (٧) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ... } إلى آخر الآيات [غافر / ٧، ٨].

هذه الرابطة عطفت علينا قلوب الملائكة من فوق سبع سماوات مع اختلافنا معهم في الأصل والعنصر، فدل ذلك على أنها تربط بيننا ونحن أبناء رجل واحد وامرأة واحدة ربطا وثيقًا؛ ولأجل ذلك بين

<<  <   >  >>