للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والقائم، ولو فرضنا أن نرغم الرجل على المرأة وهو لا يريدها لم يكن في ذلك فائدة ولا نتيجة للمرأة، والمرأة: الرجل لم يأخذ منها شيئًا، وإنما مكث معها ينفعها، أعطاها صداقًا ودفع لها مدة حياته ينفقها، لم يأخذ منها شيئًا، كان هذا الذي يقول: إنما ضاع جمالها! ! ضاع بالأيام والليالي، الأيام والليالي هي التي أضاعته، الرجل لم يضعه ولم يجن عليه.

عجوز تمنت أن تكون صبية ... وقد قوس العينان واحدودب الظهر

فجاءت إلى العطار تبغي شبابها ... ولا يصلح العطار ما أفسد الدهر (١)

الرجل ليس هو الذي جنى عليها!

[السؤال التاسع: ] أريد أن يبين الشيخ للناس أن المرأة ليست لعبة بين يديّ الرجل؛ لأن يكون الرجل عادلًا مع المرأة ويعطيها حقها، ولا يجعلها لعبة أي: إذا زال الغرض فيُلقيها عنه فهذا ليس من القِسط وليس من الإنسانية؛ لأنكم حثيتم على قيمة الإنسان في محاضرتكم، والإسلام يعطي حقًّا كثيرًا للإنسانية ومن الإنسانية أن يعطى للمرأة حقها أليس كذلك؟

الجواب: على كل حال هذه الفكرة كأنها تتسمَّم بفكرة أجنبية


(١) البيتان في الكامل للمبرد (١/ ٤٠٥) ولفظهما:
عجوزٌ تُرجِّي أن تكون فَتِيَّة ... وقد لُعِبَ الجَنْبَان واحدَودَب الظهر
تَدُسُّ إلى العطَّارِ سِلعةَ أهلِها ... وهل يُصْلِحُ العطارُ ما أفسَدَ الدهرُ

<<  <   >  >>