[الفرقان / ٢٣] وقال تعالى في أعمال الكفار في آيةٍ: {أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ}[إبراهيم: ١٨] وقال في آية أخرى: {أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ}[النور: ٣٩].
فتبين مما قلنا أن على المؤمن أن يتحافظ على هذه الأمور الثلاثة، فيكون عمله مطابقًا للشرع، مخلصًا فيه لله، ويكون على أساس العقيدة الصحيحة، وخير ما تؤخذ منه العقيدة الصحيحة: القرآن العظيم، كما بينه الشيخ عثمان فودي في أول كتابه إحياء السنة، فعلينا أن نثبت ما أثبته القرآن، وأن ننفي ما نفاه القرآن، وأن نسكت عما سكت عنه القرآن لنهتدي دائمًا بكتاب الله.
ومما دلنا القرآن عليه: أنا لا نأمن مكر الله؛ لأن الله يقول: {فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (٩٩)} [الأعراف: ٩٩] وأن نخاف من الله، وإذا كان أحدنا عنده أسلاف صالحون لا نتكل على ذلك؛ لأن الإنسان بحسب عمله، والله يقول: {لَيسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (١٢٣) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ} [النساء: ١٢٣، ١٢٤].
وسنضرب أمثالًا في القرآن؛ لأن الإنسان لا يتكل إلا على الله ثم على عمله: أفضل البشر على الإطلاق سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وأبو طالب عمه الذي رباه لما حضرته الوفاة كما ثبت في صحيح مسلم والبخاري - وذلك أصح الصحيح - جاءه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا عم قل لي كلمة أشهد لك بها عند الله، فأنزل الله عليه جبريل بهذه الآية: {إِنَّكَ لَا