للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كذلك يَتّهم الموحِّد بأنه لا يُحب الأنبياء والأولياء لأنه لا يصرف لهم عبودية خالقه، وقد كَذَبَ المشرك فالذي في قلب الموحِّد من محبة الأنبياء والأولياء عظيم لا يعرفه المشرك الخبيث النجِس ولا يصل إلى قلبه، لأن الموحد محبته لهم عبودية لربه ولا يرفعهم فوق مقاماتهم بالغلو بهم واعتقاد نفعهم وضرهم فهي محبة عظيمة تضعهم موضعهم بأنهم عبيد لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضَرًّا فضلاً عن غيرهم.

أما المشرك فمحبته لهم عبودية لهم بتشريكهم مع الله في حقه الخالص من العبادة، فهي محبة باطلة، وهم أعظم الخلق معاداة له وتبرءاً منه لأنهم موحدون لربهم لم يجعلوا بينهم وبينه وسائط، فهو مع شركه بربه مُسخط لهم غاية السخط ومُضَادّ لطريقتهم غاية المضادَّة.

وإنما غَرَّه الشيطان الغَرور بأن صَوّر له الشركَ محبةً للصالحين والتوحيدَ تنقّصاً لِمَقاماتهم، وسوف يتبَرأ منه

<<  <   >  >>