للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وليعلم أهل الإشراك أنَّ مَن يطلبون منه الشفاعة والقربة إلى الله ليس فقط أنه ميت، وإنَّما لأنَّ ذلك مُمتنع ومُحَال؛ لأنَّ الله - سبحانه - هو الخالق لأفعال العباد، فالمطلوب منه الشفاعة والتقرب إلى الله سواءً الأنبياء أو غيرهم، لأنَّ أفعالَهم مخلوقة لله، فهم لا يخلقون أفعالهم ولا يُحرِّكون نفوسهم لا بإرادة القلوب وحُبها وبغضها ولا الجوارح.

ومعلوم أنَّ مَطْلب المشرك من المخلوق أنْ تتحرك إرادته استقلالاً ليتوسَّط عند الله لِمَن أشركه مع الله في عبادته، كذلك جَوَارحه بالدعاء لِتُستجاب الوساطة والشفاعة؛ وهذا لا يقدر عليه لا «محمد» ولا «جبريل» - عليهما السَّلام - فضلاً عن غيرهما لأنَّ خالق أفعال العباد هو الله - تعالى -.

<<  <   >  >>