يقول المشرك:" أنا أعبد الله، لكن هؤلاء صالحين وأنا أتبَرَّك بهم، لأنهم وُجهاء عند الله "، فيصرف لهم تَوَجّه قلبه خوفاً ورجاءاً وتوكلاً ومحبة؛ وهذه هي العبودية التي لا يرضى الله أن يُشْرك معه مخلوق فيها لا محمد ولا جبريل - عليهما الصلاة والسلام - فضلاً عن غيرهما حيث إن هذا هو الشرك.
ويقال لهذا المشرك: لَمْ يلتفت قلبك لمخلوق من أجل هذا الغرض إلاَّ لاعتقادك حصول نفعه وضُره، وهذا الاعتقاد لا يكون إلا لله وحْده دون شريك يعينه على قضاء حوائجك.
والعَجَب كلّ العَجَب أنَّ الْمُشرك يعتبر التوحيد وإخلاص العبادة لله تَنَقُّصاً لأهل الرُّتَب العالية والمقامات الرفيعة من الأنبياء والأولياء، ولا يدري أنه هو الذي تنقّصهم بافترائه عليهم ما هم ضِدّه تماماً من إخلاصهم عبوديتهم لربهم وعدم شركهم به، وسوف يكفرون بشِرْكه يوم القيامة ويتبَرَّؤون منه ويكونون ضِدَّه.