للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولِهَذا امتدح الله عباده الموحدين الصالحين بقوله - سبحانه -: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ} (١) .. فَمَن صرَف شيئاً من العبادات التي هي حق الله - كما تقدم بيانه - لأيِّ مخلوق سواء صنماً أو قبراً أو نبياً أو مَلَكاً أو جِنياً فقد اتخذه إلَهاً من دون الله بهذه الكيفية ولو قال: " أنا أعلم أنه مخلوق ولا ينفع ولا يضر ".

وإذا قال ذلك قيل له: إذا كنت صادقاً في أنه مخلوق والنافع الضار هو الله فلماذا تُحرِّك قلبك إلى المخلوق رجاءً وخوفاً ودعاءً وتبركاً، فالسِّرّ هنا هو أنك إذا اعتقدت أنه مخلوق لا ينفع ولا يضر لا يمكن أن يتحرك قلبك بخوفه أو رجائه، ولا تجود بِمَالِك للذبح له والنذر له، ولا تخرجه عن طَوْر المماثلة في العبودية وسلْب خصائص الربّ - سبحانه - عنه.


(١) سورة الفرقان، من الآية: ٦٨.

<<  <   >  >>