به، فهذا سرّ عبادة الأصنام) (١)، وهو الذي اعتقده عُبّاد القبور.
فتأمل هذا فإنه نافع جدًّا - بإذن الله - في معرفة التوحيد وبيان الفرقان بين عبادة الرحمن وعبادة الشيطان، لأنَّ مقصود الشيطان بهذا أن يصرف قلب العبد عن التعلّق الخالص بإلهه الحق - سبحانه -، فصاغ هذه الحيلة وشَبّه للأشقياء الخالقَ بالمخلوقين وأنَّ ذلك الفعل أنفع لهم من التوحيد الخالص.
ومعلوم أنَّ مَن تعلّق قلبه ذلك التعلّق المذكور بغير الله - عزَّ وجل - أنه ينصرف عن عبوديته لأنَّ هذا التعلّق هو لُبُّها ورُوحها، ولوْ ذَكر الله بلسانه وصلَّى وصام وحج وعمل الطاعات كلها فهو مشرك من أجل هذا الاعتقاد الذي يظنه من أقرب القربات وهو أعظم شيء يُبْعده عن الله تعالى.