رَوَّى جَنَابي نَدًى وَالأَرْضُ مُجْدِبَةٌ ... وَجَادَ لِي حِيْنَ لَا جُود لِمَوْجُوْدِوَاسْتَأْنَفَ الدَّهْرُ لِي عَزًّا بِخِدْمَتِهِ ... فلا أَقُوْلُ لأيّامٍ مَضَتْ عُوْدِيوَلا أَنْسَى الَّذِي فَعَلَتْ ... أَيَّامُهُ البِيْضُ فِي أَيَامِيَ السُّوْدِ* * *وَمِثْلُهُ قَوْلُ أَبِي الفَتْح البُسْتِيّ:لَمَّا أتَانِي كِتَابٌ مِنْكَ مُبْتَسِمٌ ... عَنْ كُلِّ حُسْنٍ وَفَضْلٍ غَيْرُ مَحْدُوْدِحَكَتْ مَعَانِيْهِ فِي أَثناءِ أسْطُرِهِ ... آثَارَكَ البِيْضَ فِي أَحْوَالِيَ السُّوْدِ* * *قَدْ أَجْمَعَ الفُضَلَاءُ عَلَى اسْتِحْسَانِ هَذَا المَعْنَى وَقَالُوا إِنَّهُ مِنَ المَعَانِي العقمِ الَّتِي لَمْ تَفْتَرِعَ قَبْلَهُ وَلَا تَوَلَّدَت لأَحَدٍ بَعْدَهُ.وَمِنْ هَذَا أَخَذَ البُحْتُرِيُّ حَيْثُ قَالَ (١):وَلَمْ يَسْتَبِيْنَ الدَّهْرُ مَوْضِعَ نِعْمَةٍ ... إِذَا أَنْتَ لَمْ تَدْلُلْ عَلَيْنَا بِحَاسِدِعَلَى أنَّ بَشَّارٌ بن بُرْدٍ قَدْ قَالَ (٢):كَحَاوِي المِسْكِ دَلَّ عَلَيْهِ نَفْحُوَقَرِيْبٌ مِنْهُ قَوْلُ أَبِي الفَتْحِ البُسْتِي (٣):ذُو الفَضْلِ فِي دُنْيَاهُ مَحْسُوْدُ ... وَكُلُّ مَنْ يُحْسدُ مَقْصُوْدُوَالعُوْدُ لَا يَعْبَقُ مِنْ طِيْبِهِ ... إِلَّا إِذَا مَا أُحْرِقَ العُوْدُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute