للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مَا يُوَافِقُهَا مِنْ ذَلِكَ فَجَلَسَ بِفَنَاءِ الخَبَاءِ يَوْمًا وَهِيَ تَسْمَعُ كَلَامَهُ فَجَعَلَ يَقُوْلُ مُنْشِدًا (١):

يَا أُخْتَ خَيْرِ البَدْوِ وَالحَضَارَه ... كَيْفَ تَرِيْنَ فِي فَتَى فَزَارَه

أَصْبَحَ يَهْوَى حُرَّةً مِعْطَارَه ... إِيَّاكِ أَعْنِي إِسْمَعِي يَا جَارَه

فَلَمَّا سَمِعَتْ قَوْلَهُ عَرفَتْ أَنَّهُ إِيَّاهَا يَعْنِي فَقَالَتْ مَاذَا بِقَوْلِ ذِي عَقْلٍ أَرِيْبٍ ولَا رَأيٍ مُصِيْبٍ وَلَا أَنْفٍ نَجِيْبٍ فَأَقِمْ مَا قُمْتَ مُكَرَّمًا ثُمَّ ارْتَحِلْ إِذَا شِئْتَ مُسَلَّمًا.

وَيُقَالُ أَنَّهَا أَجَابَتْهُ نَظْمًا فَقَالَتْ:

إِنِّي أَقُوْلُ يَا فَتَى فَزَارَه ... لَا أَبْتَغِي الزَّوْجَ وَلَا الدَّعَارَه (٢)

وَلَا فرَاق أَهْل هَذِي الحَارَه ... فَارْحَلْ إِلَى أهَلِكَ بِاسْتِخَارَه

فَاسْتَحْيَا الفَتَى وَقَالَ مَا أَرَدْتُ مُنْكَرًا وأتَاهُ غالب استحب من تصرمها إِلَى تهمته فارتحل. . . . وأكْرَمَهُ فَلَمَّا رَجعَ نَزلَ بِأَخِيْهَا فتطلعت إِلَيْهِ نفسها وَكَانَ جَمِيْلًا. . . . والدَّهْرُ فَانِي بِزَيِّهِ عَلَى مَا تُرِيْدُ فَخَطَبَهَا وَتَزَوَّجَهَا وَسَارَ بِهَا إِلَى قَوْمِهِ. يُضْرَبُ لِمَنْ يُكَلِّمُ بِكَلَامٍ يُرِيْدُ غَيْرهُ.

العَبَّاسُ بنُ الأَحْنَفِ: [من الكامل]

٣٥٠٧ - الحُبُّ أَوَّلُ مَا يَكُوْنُ ... تَأتِي بِهِ وَتَسُوْقُهُ الأَقْدَارُ

بَعْدهُ:

الحب أول ما يكون لجاجة. البيت.

فَإِذَا نَظَرْتَ إِلَى المُحِبِّ عَرَفْتَهُ ... فترَى عَلَيْهِ مِنَ الهَوَى آثَارُ

حَتَّى إِذَا اقتحَمَ الفَتَى لُججِ الهَوَى ... جَاءتْ أُمُوْرٌ لَا تُطَاقُ كِبَارُ

قُلْ مَا بَدَا لَكَ أَنْ تَقُوْلَ فربما ... سَاقَ البَلَاءَ إِلَى الفَتَى المِقْدَارُ

عُلَيَّةُ بِنْتُ المَهْدِيِّ: [من الكامل]

٣٥٠٨ - الحُبُّ أَوَّلُ مَا يَكُوْنُ لِحَاجَةً ... فَإِذَا تَمَكَّنَ صَارَ شُغْلًا شَاغِلَا


(١) البيتان في مجمع الأمثال: ١/ ٤٩.
(٢) البيتان في مجمع الأمثال: ١/ ٤٩.
٣٥٠٨ - البيتان في أشعار أولاد الخلفاء (عليه): ٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>