للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الطِّبَاقُ الَّذِي لَا خِلَافَ فِيْهِ، هُوَ ذِكْرُ الشَّيْءِ وَضِدِّهِ، يَجْمَعُهُمَا اللَّفْظُ بِهُمَا لَا المَعْنَى، وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى اقْتِدَارِ الشَّاعِرِ فِي صَنْعَتِهِ. وَالعَرَبُ تَسْتَعْمِلُ التَّطْبِيْقُ فِي أشْعَارِهَا طَبْعًا أكْثَرَ مِنَ التَّجْنِيْسِ، كَقَوْلِ طُفَيْلٍ الغَنَوِيِّ يَصِفُ فَرَسًا (١): [من البسيط]

بِسَاهِمِ الوَجْهِ (٢) لَمْ تُقْطَعْ أَبَاجِلُهُ ... يُصَانُ وَهُوَ لِيَوْمِ الرَّوْعِ مَبْذُوْلُ


= وَمِنَ الطِّبَاقِ قَوْلُ زُهَيْرٍ (١):
لَيْثٌ بِعَثُّرَ يَصْطَادُ الرِّجَالَ إِذَا ... مَا اللَّيْثُ كَذَّبَ عَنْ أَعْدَائِهِ صَدَقَا
عَثُّرُ: مَأْسَدَةٌ ضَامَةُ السِّبَاعِ.
وَكَقَوْلِ كُثَيِّرٍ (٢):
وَمِنْ نَجْلَاءَ تَدْمَعُ فِي بَيَاضٍ ... إِذَا دَمَعَتْ وَتَنْظُرُ فِي سَوَادِ
(١) شعره ص ٣٣٥.
(٢) تَفْسِيْرٌ: سَاهِمُ أي مُتَغَيِّرٌ قَلِيْلُ لَحْمِ الوَجْهِ. أَبَاجِلُهُ عُرُوْقٌ فِي الرِّجْلَيْنِ أي لَمْ تُصِبْهُ عِلَّةٌ. وَهَذَا البَيْتُ مِنْ قَصِيْدَةٍ يَقُوْلُ فِيْهَا:
وَغَارَةٍ كَحَرِيْقِ النَّارِ زَعْزَعَهَا ... مِخْرَاقُ حَرْبٍ كَصَدْرِ السَّيْفِ بُهْلُوْلُ
شَهِدت ثَمَّةَ لَمْ أَحْوِ الرِّكَابَ إِذَا ... سُوْقِطْنَ ذُو قَتَبٍ مِنْهَا وَمَرحُوْلُ
بِسَاهِمِ الوَجْهِ. البَيْتُ
وَمِنَ الطِّبَاقِ قَوْلُ البُحْتُرِيّ (٣):
وَهَجْرُ القُرْبِ مِنْهَا كَانَ أَشْهَى ... إِلَى المُشْتَاقِ مِنْ وَصْلِ البعَادِ
وَقَوْلُ السَّيِّدِ الرّضِيّ (٤): =

<<  <  ج: ص:  >  >>