للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فَقَالَ: أسْتَغْفِرُ اللَّهَ لَو ذَكَرْتُهَا مَا خَرَجْتُ، فَكَيْفَ أرْجِعُ الآنَ وَقَدْ الْتَقَتا حَلَقَتَا البِطَانِ هَذَا وَاللَّهِ العَارُ الَّذِي لا يُغْسَلُ.

فَقَالَ: يا زُبَيْرُ ارْجَعْ بِالعَارِ قَبْلَ أنْ يَجْتَمِعُ عَلَيْكَ العَارُ وَالنَّارُ. فَرَجَعَ الزُّبَيْرُ وَهُوَ يَقُولُ: تركُ الأمُورُ الَّتِي تُخْشَى عَوَاقِبُهَا. الأبْيَاتُ الأرْبَعَةُ.

فَلَمَّا رَجِعَ قَالَ لَهُ ابنُهُ: أيْئنَ تَذْهَبُ وَتَدَعْنَا؟

قَالَ: يا بُنَيَّ إنَّهُ أذْكَرَني أمْرًا أنْسَانِيَهُ الدَّهْرُ.

قَالَ: كَلَّا وَاللَّهِ وَلَكِنَّكَ فَرَرْتُ مِنْ سُيُوفِ عَلِيِّ بن أَبِي طَالِبِ إنَّهَا طِوَالٌ حِدَادٌ تَحْمِلُهَا فِتْيَةٌ أنْجَادٌ.

قَالَ: فَرَكِبَ الزُّبَيْرُ وَفَرَسُهُ وَأخَذَ قَنَاتَهُ فَنَزَعَ مِنْهَا السِّنَانَ ثُمَّ حَمَلَ عَلَى مَيْمَنَةِ عَلِيٍّ حَتَّى اخْتَرَقَهَا، ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ عَلِيّ عَلَيْهِ السَّلامُ: دَعُوهُ فَقَدْ هَاجُوهُ. ثُمَّ فَعَل كَذَلِكَ فِي المَيْسرَة وَالقَلْبُ، ثُمِّ قَالَ لابْنِهِ: يا بُنَيَّ أفْعَلْ هَذَا وَأَنَا جَبَانٌ لا وَاللَّهِ وَلَكِنَّهُ أذْكَرَني مَا أنْسَانِيَهُ الدَّهْرُ. ثُمَّ مَضى فَكَانَ مِنْ أمْرِهِ مَا كَانَ ثُمَّ نَشَبَتِ الحَرْبُ.

٦٥١٨ - تَرَّفق بدَمعِكَ لا تُفْنِهِ ... فَبَينَ يَدَيكَ بُكاءٌ طَويلُ

قَبْلَهُ:

وَلَمْ أنْسَ مَوْقِفَنَا لِلوَدَاع وَقَدْ ... حَانَ مِمَّنْ أُحِبُّ الرَّحِيْلُ

وَلَمْ تَبْقَ لِي دَمْعَةٌ فِي الشُّؤُونِ ... إِلَّا غَدَتْ فَوْقَ خَدِّي تَسِيْلُ

وَنَادَى نَصِيْحٌ مِنَ القَومِ لِي ... وَقَدْ كَادَ يَجْنِي عَلَيَّ الغَلِيْلُ

تَرَفَقْ بِدَمْعِكَ لا تُفْنِهِ. . . البَيْتُ.

الرّضِي الموسَوِيُ:

٦٥١٩ - تَرقَى الدُّموعُ وَيَرعوي جَزَعُ ... الفَتى وَيَنامُ بَعدَ تَفَرُّقِ الأظعَانِ

٦٥٢٠ - تَرَكَ التَعَرُّضَ لِلكِرامِ تَكرُّمًا ... وأبَى الّلئامَ مَخافَةَ الّلوامِ


٦٥١٨ - الأبيات في الكشكول: ٢/ ٣٠٨ من غير نسبة.
٦٥١٩ - لم يرد في ديوانه (صادر).

<<  <  ج: ص:  >  >>