للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

تخطّيك يا ابن عباس، أنتَ كَمَا قالَ الشَّاعِرُ:

دَعُوتُكَ لِلغِيَاثِ وَلَسْتُ أدْرِي. البَيتَان.

إِنْ يَكُن لِهَذَا الرَّجُلِ عِندَكَ غَيَاثٌ فَأغِثْهُ وَإلَّا فَمَا أشغلَهُ عَنِ التَّفَهُّمِ لِكَلامِكَ وَالفِكرُ فِي جَوَابِكَ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقُلتُ لَهُ: وَاللَّهِ كَانَ عَنكَ وَعَن أهلِ بَيْتِكَ أشْغَلُ إِذْ وَاللَّهِ أورَدْتُمُوه وَلمْ تَصُدُّوهُ. قَالَ: وأقْبَلْتُ عَلَى عُثمَانَ فَقُلتُ لَهُ (١):

جَعَلتَ شِعَارَ جِلْدِكَ قَومَ سَوءٍ ... وَقَد يُحْزَى المُقَارَنُ بِالقَرِينِ

فَمَا نَظَرُوا لَدَينَا أنتَ فِيهَا ... بِإصْلاحٍ وَلَا نَظَرُوا لِدِينِ

ثُمَّ قُلتُ لَهُ: وَاللَّهِ إِنَّ القَومَ غَير قَابِلينَ إِلَّا قَتْلَكَ أو خَلعَكَ فَإنْ قُتِلْتَ قُتِلْتَ عَلَى مَا قَد عَلِمْتَ وَعَلِمْتَ وَإِنْ تُرِكْتَ فَبَابُ التَّوبَةِ مَفْتُوح.

العُتبي يرثي ولدَهُ:

٨٠١٠ - دَعَوتُكَ يَا بُنيَّ فَلَم تُجِبني ... فَرُدَّت دَعوَتي يأسًا عَلَيًّا

بَعْدَهُ:

بِمَوتِكَ مَاتَتِ المَلَذَّاتُ عَنِّي ... وَكَانَت حَيَّةً إذ كُنتَ حَيَّا

فَمَا أسَفِي عَلَيْكَ وَطُولَ شَوقِي ... إلَيْكَ لَو أَنَّ ذَلِكَ رَدَّ شَيَّا

أَبُو عَبد اللَّهِ الحَسن أحمد بن الحجّاجِ:

٨٠١١ - دَعَوتُ نَدَاكَ مِن ظَمإٍ إِلَيهِ ... فَعنَّانِي بِقِيعَتِكَ السَّرابُ

بَعْدَهُ:

سَرَابٌ لاحَ يَلْمَعُ فِي سِبَاخٍ ... وَلَا مَاءٌ لَدَيْهِ وَلَا تُرابُ

وَلَيْسَ اللَّيْثُ مِن جُوعٍ بِغَادٍ ... عَلَى حَيْفٍ تُطِيْفُ بِهَا كِلابُ

يُقَالُ في المَثَلِ تَرَكْتُ عَوْفًا في مَغَانِي الأصْرُم. يُضرَبُ لِمَن يَجْذِلُ صاحِبَهُ في


(١) البيتان في الجليس الصالح: ٤٥٠ منسوبين إلى ابن عباس.
٨٠١٠ - الأبيات في شعر العتبي: ٩١.
٨٠١١ - الأبيات في قرى الضيف: ٣/ ٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>