للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رضْوانُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَدَفْنتهُ في مَقَابِرِ الشُوْنيزِيّةِ إِلَى جانِبِ أُخْوَتهِ رَحَمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى" (١):

ولكي نعرف قيمة شهادة ابن أيدمر ينبغي لنا أن نعرف من هو؛ فقد حان أن نعرفه، وأن نعرف قيمة شهادته، فأقول:

هو -كما وردت ترجمتُه في "تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب" (٢) الذي حقَّقه العلّامة المرحوم الدكتور مصطفى جواد: والذي بُديء بطبعه في دمشق سنة: ١٩٦٢ - أقول هو كما يقول [كمال الدين، أبو الفضل، عبد الرزاق بن أحمد المعروف بابن] الفوطي [الشيباني المتوفى عام ٧٢٣ هـ] في كتابه المذكور:

"فلك الدين، أبو نصر محمد بن سيف الدين أيدمر بن عبد اللَّه المستعصمي الأمير الكاتب، . . . الأديب.

من أبناء الأمراء، الأعيان العظماء، ذكر لي أنَّه ولد ببغداد في رابع رجب سنة تسعٍ وثلاثين وستمائة، ولما ترعرع اشتغل بالخطّ، ثم بالفروسية، وكان من أحسن الناس شكلًا، وألطفهم أخلاقًا، ولمّا أخذت بغداد حصل مع ملك الكرج، واتصل بحضرة السلطان هولاكو، وقرَّبه، وجعله شحنةً على الحكماء الذين يلوذون بحضرته لعمل الكيمياء.

ولما تُوفي السلطانُ رجع إلى بغداد، ورُتِّب خازنًا في الديوان، واشتغل في عمل كتاب (الجوهر الفريد وبيت القصيد)، وهو كتابٌ نفيسٌ لم يُؤلف مثله، واهتمَّ في ترتيبه وعمله، ثمَّ ترك العمل، وحلق رأسه، وتزهّد، وخلع القباء ولبس الفرجية، واشتغل بتنقيح كتابه إلى أن تمَّ، ونقله إلى البياض.

وكان قد علاه دَيْنٌ فخدم خزانة الوزير بالكتاب، وقضى ديْنَه واستراح خاطرُه، فجاءه ما لم يكن في حسابه، وتُوفِّي في رجب سنة عشرٍ وسبعمائة، وله شعر


(١) الدر الفريد ٢/ ٣٢٩، وإلى هنا تنتهي إضافة محقق الكتاب ويعود الحديث للدكتور الأعرجي.
(٢) مجمع الآداب ٣/ ٢٨١ - ٢٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>