للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

التِّهامِيُّ: [من الكامل]

٩٤٢٤ - طُبِعَت عَلَى كَدَرٍ وَأَنتَ تَرُومُهَا ... صَفْوًا مِنَ الأَقذاءِ وَالأَكدَارِ

أبْيَاتُ أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بن مُحَمَّدٍ التُّهَامِيّ مِن قَصِيْدَةٍ طَوِيْلَةٍ يَرْثِي فِيْهَا وَلَدَهُ، أوَّلُهَا:

حُكْمُ المَنِيَّةِ فِي البَرِيَةِ جَارِى ... مَا هَذِهِ الدُّنْيَا بِدَارِ قَرَارِ

بَيْنَا تَرَى الإنْسَانَ فِيْهَا مُخْبِرًا ... حَتَّى يُرَى خَبَرًا مِنَ الأخْبَارِ

طُبِعَتْ عَلَى كَدَرٍ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ:

وَتُكَلِّفُ الأَيَّامُ ضِدَّ طِبَاعِهَا ... مُتَطَلِّبٌ فِي المَاءِ جَذْوَةَ نَارِ

وَإِذَا رَجَوْتَ المُسْتَحِيْلَ فَإنَّمَا ... تَبْنِي الرَّجَاءَ عَلَى شَفِيْرٍ هَارِ

فَالعَيشُ نَوْمٌ وَالمَنِيَة يَقْظَةٌ ... وَالمَرْءُ بَيْنَهُمَا خَيَالٌ سَارِ

فَاقْضُوا مَآرِبَكُمْ عَجَالًا إِنَّمَا ... أعْمَارُكُمْ سَفَرٌ مِنَ الأَسْفَارِ

وَتَرَاكَضُوا خَيْلَ الشَّبَابِ وَبَادِرُوا ... أنْ تُسْتَرَدَّ فَإنَّهُنَّ عَوَارِي

فَالدَّهْرُ يَخْدَعُ بِالمُنَى وَيُغِضُّ ... إِنْ هَنَّى وَيَهْدِمُ مَا بَنَى ببَوَارِ

لَيْسَ الزَّمَانُ وَإِنْ حَرَصْتَ مُسَالِمًا ... خُلْقُ الزَّمَانُ عَدَاوَةُ الأَحْرَارِ

إنِّي وَتِرْتُ بِصَارِمٍ ذِي رَوْنَقٍ ... أعْدَدْتُهُ لِطِلَابَةِ الأَوْتَارِ

وَالنَّفْسُ إِنْ رَضِيَتْ بِذلِكَ أَوْ أبَتْ ... منْقَادَةٌ بِأزِمَّةِ الأقْدَارِ

أثْنَى عَلَيْهِ بِأثْرِهِ وَلَوْ أَنَّهُ ... لَمْ يَعْتَبطْ أثْنَيْت بِالآثَارِ

يَا كوْكَبًا مَا كَانَ أقْصَرَ عُمْرَهُ ... وَكَذاكُ عُمْرُ كَوَاكِبِ الأَسْحَارِ

وَهِلَالَ أيَّامٍ مَضَى لَمْ يَسْتَدِرْ بَدْرًا ... وَلَمْ يُمْهَلْ لِوَقْتِ سِرَارِ

عَجل الخُضُوفُ عَلَيْهِ قَبْلَ أوَانِهِ ... فَمَحَاهُ قَبْلَ مظنَّةِ الإبْدَارِ

وَاسْتُلَّ مِنْ أتْرَابِهِ وَلِدَاتِهِ ... كَالمُقْيَةِ اسْتُلَّتْ مِنَ الأشْفَارِ

فَكَأنَّ قَلْبِي قَبْرَهُ وَكَأنَّهُ ... فِي طَيِّهِ سِرٌّ مِنَ الأسْرَارِ


٩٤٢٤ - القصيدة في ديوان أبي الحسن التهامي: ٤٧ - ٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>