إِنْ تَحْتَقِرْ صِغْرًا فَرُبَّ مُفَخَّمٍ ... يَبْدُو ضَئِيْل الشَّخْصِ لِلنُّظَّارِ
إِنَّ الكَوَاكِبَ مِنْ عُلُوِّ مَكَانِهَا ... لَترَى صِغَارًا وَهِيَ غَيْر صِغَارِ
وَكَذَى المُعَزَّى بَعْضهُ فَإِذَا مَضَى ... بَعْضُ الفَتَى فَالكُلُّ فِي الآثَارِ
أبْكِيْهِ ثُمَّ أقُولُ مُعْتَذِرًا لَهُ ... وُفِّقْتَ حِيْنَ تَرَكْتَ الأَمَ دَارِ
جَاوَرْتُ أعْدَائِي وَجَاوَرَ رَبَّهُ ... شَتَّانَ بَيْنَ جِوَارِهِ وَجِوَارِي
أشْكُو بِعَادَكَ لي وَأَنْتَ بِمَوْضِعٍ ... لَوْلَا الرَّدَى لَسَمِعْتَ فِيْهِ سِرَارِي
وَالشَّرْقُ نَحْوَ الغَرْبِ أقْرَبُ شُقَّةً ... مِنْ بُعْدِ تِلْكَ الخَمْسَةِ الأَشْبَارِ
هَيْهَاتَ قَدْ عَلِقَتْكَ أشْرَاكُ الرَّدَى ... فَاعْتَاقَ عُمْرُكَ قَاطِعُ الأَعْمَارِ
وَلَقَدْ جَرَيْتَ كَمَا جَرَيْتُ لِغَايَةٍ ... أدْرَكْتُهَا وَأبُوكَ فِي المِضْمَارِ
وَإِذَا نَطَقْتُ فَأنْتَ أوَّلُ مَنْطِقِي ... وَإِذَا صمْتّ فَأنْتَ فِي إضْمَارِي
أُخْفِي مِنَ البُرْجَاءِ مِثْلَمَا ... يُخْفِي مِنَ النَّارِ الزِّنَادُ الوَارِي
وَأُخَفِّضُ الزَّفَرَاتِ وَهِيَ صَوَاعِدٌ ... وَأُكَفْكِفُ العَبَرَاتِ وَهِيَ جَوَارِي
وَشِهَابُ زَيْدِ الحُزْنِ إِنْ طَاوَعْتَهُ ... وَارٍ وَإِنْ عَاصَيْتهُ مُتَوَارِي
وَأكُفُّ نِيْرَانَ الأَسَى وَلَرُبَّمَا ... غُلِبَ التَّصبُّرَ فَارْتَمَى بِشَرَارِ
[من الطويل]
٩٤٢٥ - طُبِعنَا عَلَى ضُعفِ النُفُوسِ وَإِنَّنَا ... لَنَأنَسُ بِالأَخطَارِ طَورًا وَنَنفِرُ
طَاهِر بن عَبدِ اللَّه: [من مجزوء الرمل]
٩٤٢٦ - طِب عَنِ الأُمَّةِ نَفسَا ... وَارضَ بِالوَحدَةِ أُنسَا
قِيْلَ كَتَبَ مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بن طَاهِرٍ إِلَى أخِيْهِ طَاهِر بن عَبْدِ اللَّهِ يَشْكُو إلَيْهِ فَسَادَ الجَلِيْسِ وَقِلَّةَ الأنِيْسِ، فَأجَابَهُ طَاهِرُ عَنْ ذَلِكَ فَقَال:
طِبْ عَنِ الأُمَّةِ نَفْسًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ:
قَدْ طَلَبْنَا وَاخْتَبَرْنَا ... لَمْ نَجِدْ لِلصِّدْقِ أنْسَا
٩٤٢٦ - الأبيات في الصداقة والصديق: ١١٢.