للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لَا تَخِف بَالنَّازِلِ المُقِيْمِ وَلَا ... تَبْكِ عَلَى ظَاعِنٍ إِذَا رَحَلَا

مَنْ غَابَ أوْ حَالَ عَنْ مَوَدَّتِهِ ... فَخَلِّ عَنْهُ وَاطْلُبْ بِهِ بَدَلَا

وَلَا تَقُلْ احْفَظ الذِّمَامِ وَلَا ... أنْسَى فُلَانًا وَحُسْنَ مَا فَعَلَا

إنْسَ أبَاكَ المَفْرُوْضَ طَاعَتُهُ ... عَلَيْكَ فِيْمَا يُحْيِي لَكَ الأَمَلَا

وَمِلْ مَعَ الرِّيْحِ مَيْلَ مُنْتَقِلٍ ... عَنْ كَدَرِ العَيْشِ وَابْتَغِ الدُّوَلَا

وَكُنْ مِنَ النَّاسِ مِنْ أبيْكَ فَلَا ... أقْرَبَ مِنْهُ مُسْتَوْحِشًا وَجَلَا

إِنْ مُسْتَشِيْرٌ أتَاكَ مُنَتصِحًا ... فَامْدُدْ لَهُ كَيْفَ مَا اشْتَهَى الطوَلَا

خَلِّطْ عَلَى النَّاسِ يَنْسُبُوكَ إِلَى ... الظُّرْفِ وَشَتِّتْ عَلِيْهمُ السُّبُلَا

قَدِّمْ وَأخِّرْ وَاسْلُك بِهِم طُرُقَ ... ـًا يَلْقُونَ فِيْهَا العِثَارَ وَالزَّلَلَا

وَاسْقِهِم السُّمَّ إِنْ ظَفرْتَ بِهِم ... وَامْزِجْ لَهُمْ مِنْ لِسَانِكَ العَسَلَا

إِنَّ رِجَالُ الوَفَاءِ قَدْ ذَهَبُوا ... لأنَّ نَجْمَ الوَفَاءِ قَدْ أَفَلَا

قَالَ: فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى هَذَا البَيْتِ الأخِيرِ قَالَ لَهُ المَأمُونُ: أَوْلَى لَكَ قَدْ أسْتَحْقَقْتَ القَتْلَ لأمْرِكَ بِغَيْرِ مَا أمَرَ اللَّهُ بِهِ، لَكِنَّكَ نَجَوْتَ بِهَذَا البَيْتِ امْضِ لِسَبِيْلِكِ فَقَالَ: يَا أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ إِلَى أيْنَ أمْضي؟ إِلَى صِبْيَةٍ صِغَارٍ وَعَجَائِزَ الحَيِّ يُعَيِّرُونَنِي بِأنيّ وَقَفْتُ بَيْنَ يَدَي أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ ثُمَّ رَجَعْتُ صِفْرًا؟ قَالَ: أوَ مَا تَرْضَى أنْ تَفْلِتَ بِحَشَاشَتِكَ؟ قَالَ: يَا أمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ وَأنَّى؟ بَلْ تُضيْفَ الفَضْلَ إِلَى الفَضْلِ وَتَقْرِنُ الإحْسَانَ بِالإِحْسَانِ فَمَتَى يتّفِقُ لِي الوُقُوفَ مَرَّةً أُخْرَى بَيْنَ يَدَي أمِيْر المُؤْمِنِيْنَ؟ فَتَبَسَّمَ المَأمُونُ وَأمَرَ لَهُ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ.

المَعَرِّي: [من الكامل]

١٠٠٧٠ - غصنُ الشَبَابِ عَصَى السَّحَابَ فَلَم يَعُد ... ذَا خُضرَةٍ إذ كُلُّ غُصنٍ أخضَرُ

بَعْدَهُ: [من الـ. . .]

قَدْ أوْرَقَتْ عَمَدُ الخيَامِ وَأعْشَبَتْ ... شُعَبُ الرِّجَالِ وَلَوْنُ رَأسِي أغْبَرُ


١٠٠٧٠ - الأبيات في سقط الزند: ٢٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>